***ألـــــــــم يــــــــــأن***
ها هو دينار العيّار كان مسرفا علي نفسه وكان له أم تعظه فلا يتعظ
فمر في يوم من الأيام علي مقبرة كثيرة العظام قد خرجت العظام من المقبرة فتذكر مصيره وتذكر نهايته وتذكر انه علي الله قادم .
أخذ عظما ًَ نخرا ًَ في يده ففتته ثم فكر في نفسه وقال : .......
( ويحك يا نفسي كأني بك غدا قد صار عظمك رفاتا وجسمك ترابا )
ما زلت مكبه علي المعاصي والملذات والشهوات ثم ندم وعزم علي التوبة ورفع رأسه للسماء قائلا
( إلهي ألقيت إليك مقاليد أمري فاقبلني واسترني يا أرحم الراحمين )
ثم مضي إلي أمه متغير اللون منكسر القلب
فكان إذا جنه الليل أخذ في القيام والبكاء
وأخذ في النحيب وهو يقول ....... يا دينار ألك قوة علي النار ؟ كيف تعرضت لغضب الجبار ؟
وظل علي ذلك أياما يقوم ليله ويناجي ربه ويناجي نفسه يؤدبها ويحاسبها
فرفقت به أمه يوم ... رأت جسمه قد هزل ويوم رأت صحته بدأت تتدهور
فقالت :أرفق بنفسك قليلا
فقال : يا أماه دعيني أتعب قليلا لعلي أستريح طويلا يا أماه إن لي موقفا بين يدي الجليل
ولا أدري إلي ظل ظليل أم إلي شر مقيل .؟ إني أخاف عناء لا راحة بعده وتوبيخا لا عفو معه .
قالت : بنياه أكثرت من أتعاب نفس ؟
قال : راحتها أريد ................. يا أماه ليتك كنت بي عقيما
إن لابنك في القبر حسابا طويلا ......... وإن له من بعد ذلك وقوفا طويلا ...... بين يديّ الرحمن
وتمر ليال وهو يقرأ قول الله .......... ويقوم ليله بقول الله تعالي
( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ{92} عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ{93} ) سورة الحجر
فيبكي ويضطرب ، ثم يخر مغشيا عليه
فيا مخطئ وكلنا ذوو خطأ
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد16
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات ...... والمؤمنين والمؤمنات ..... الأحياء منهم والأموات
لا تنسي أن ترسلها لغيرك .... فأنت بحاجة ماسة إلي صدقة جارية لتكون في ميزان حسناتك غدا
ولا تنسي ذكر الله